
امستردام – محمد رائد كعكة
مرّ أكثر من عام على تطبيق قرار حظر بيع السجائر ومنتجات التبغ في محلات السوبر ماركت في هولندا . ورغم المخاوف الكبيرة من تداعياته، خاصة على المتاجر في القرى والمدن الصغيرة التي كانت تعتمد بشكل كبير على عائدات التبغ، إلا أن الواقع يبدو أقل سوداوية مما ظنه كثيرون.
وفقًا لدراسة أجراها معهد “لوكاتوس” لصالح هيئة الإحصاء الوطنية (NOS)، فقد اختفت 27 سوبر ماركت من القرى الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 5000 نسمة. من أصل 542 قرية بهذه المواصفات، يُعد هذا الرقم محدودًا نسبيًا.
و يعلق خبير الأسواق لورانس سلوت قائلاً:
“حتى قبل الحظر، كانت ربحية المتاجر المحلية تحت ضغط كبير. غالبًا ما كانت الأرباح لا تتجاوز 1% من إجمالي المبيعات السنوية”.
ويضيف أن المتاجر فقدت بين 10% إلى 15% من حجم مبيعاتها بعد إزالة التبغ، بينما تأثرت المتاجر الكبيرة بدرجة أقل. كما أن غياب الدافع لشراء التبغ من المتاجر المحلية جعل الزبائن يتوجهون لمدن مجاورة، مما أدى لتراجع عام في حركة الشراء.
و يرى بيتر تير هارك، خبير تجارة التجزئة في “ريتيل بروسبكت”، أن المشكلة لا تكمن في حظر التبغ فقط. “هناك أيضًا ارتفاع في تكاليف الموظفين، والأتمتة، وتراجع الهوامش الربحية”.
ويتوقع استمرار إغلاق المتاجر المحلية بوتيرة متزايدة في السنوات القادمة. إذ تشير الدراسات إلى احتمال إغلاق 15% من المتاجر الكبرى خلال العقد القادم – ما يُعادل حوالي 700 متجر، أغلبها محلي.
رغم التحديات، لا يخلو المشهد من أمثلة إيجابية. في بلدة فينيجوده بمقاطعة فريزلاند، تمكن أصحاب السوبر ماركت المحلي – جون فان دير فين وهايدي تالسما – من تحويل الأزمة إلى فرصة.
يقول فان دير فين: “فقدنا 14% من مبيعاتنا بعد الحظر، لكننا عوضناها بالكامل من خلال مبادرات جديدة”.
من بين هذه المبادرات:
التعاون مع جزار محلي لبيع اللحوم الطازجة، ما رفع قيمة المبيعات من 500 إلى 2500 يورو.
توسيع تشكيلة المخبوزات بالتعاون مع خباز حقيقي، ما لاقى استحسان الزبائن.
طرح منتجات بروتين حديثة تستهدف فئة الشباب.
الجانب الاجتماعي من الحلول
هايدي تالسما تتجه لتوظيف أشخاص من ذوي الإعاقة ضمن برامج مدعومة حكوميًا، مما يخفف من أعباء الرواتب، ويجعل المتجر مركزًا اجتماعيًا للقرية.
ويختم فان دير فين بنصيحة لرواد الأعمال:
“كونوا مبدعين، وتعاملوا مع كل تحدٍ كفرصة جديدة. الاستجابة السريعة والمبتكرة هي مفتاح النجاح”.



